..][حتى إذا صيِّرت تحت التراب ][..

""
.
""
كنتُ أبني قصر أحلامي مع أخلاّئي ..
قد أسسنا جميع أركانه .. ورتبنا جميع لبناته.. ووفرنا جميع احتياجاته ..
نتمنى أن يمشي الوقت سريعاً لكي ندخله سوياً ..
بُنيانه كانت من الحب .. / البسمة ../ السعادة ../ الإخلاص ../ والوفاء..!!
و فجأة
تصدم ../ تصعق ../ لاتجد أي تفسير
بأن القصر الذي بنيته تحول إلى سراب
وأن الوقت الذي أمضيناه سوياً كان فراغ
أي مصيبة قد أحلت
وأي فاجعة قد وقعت
أهو الرحيل
أم
الوداع
و
الفراق
""
.
""
.لاااااااااااااااااااااااااااااااااا

تصرخ...

ولكن من هو المجيب

تتعالى الصرخة....

و لآسامع أو حتى منصت

تتقطع الحبال الصوتية ....

ولا مغيث أو معين

أتلفت يمنةً ويسرةً...

ولا أجد إلا خيال جسدي وظلال الأشياء

خيم الصمت المكان بثوبه الأسود المكفهر...

وخيم وِعَاد السكون إلى الأشياء

وامتلأت مقلتاي بالدموع

عم صوت الهواء الحزن

وعطرت الأجواء عواصف الألم والإكتئاب


وأنا بينهم كمالك الحزين...

همس العيون الدامعة .. وهمس الذكريات الماضية ... وهمس القلم للرقاع

فيا أيها الصمت البهيم هل لك أن تنقشع

هل لك أن تنزل عن صهوة ملامتي

وتجيبني عن طِلاع الثنايا
""
.
""
.



أين أنتم

لم الرحيل أحبتي..!!

لم الفراق ...!!

قلبي الضعيف يريدكم

خلايا جسدي لا تحيى بدونكم

صدري الممزق ينقصه دفئوكم

جسدي المنهك يحتاج لحنانكم

أسألكم بربكم أن لآتتركوني وحيده في وحشتي

أين سأكون من بعدكم..؟؟

وما مآلي إن لم تركم عيناي وتلامس يدي كفوفكم

قصري سيتحول إلى ركام و حصوات وأحجار

عودوا ودعوني أنا من يرحل....

""
.
""
.



أي عالم أصبحت أعيش به...

وأي دنيا أصبحت تبخل عليا بالقليل من الفرح..!!

أي كآبةٍ أصبحت تعتريني

وهمٌ يقطع أشلائي

سئمت الحياة بكل أشكالها

فحزني أصبح يضيق بقلبي ذرعاً...

ودموعي تذرف كآبةً وهماً...

وأموري مزعزعة بين قسوة ومراً وقهراً...

تمنيت موتي أملاً من الفرار من حياة تعيسة ودنيا سخيفة دنيئة

أنظر إليها بأمل فتسخر مني بثغر كالشمس شماتة..!!

أصبحت خالية الوفاض

وجيوبي متقطعة لاتستطيع حمل أي من الأشياء ...!!

كرب يتبعه كرب وحياه تهوى التعذيب والتبدد ...!!
""
.
""
.




زهرة الألآلم هي زهرتي...

في كل ورقه منها جزءاً من حياتي...

كيف لا وبذرتها قد كبرت في مزرعة أوجاعي ...

رائحتها تبدو لمن يستنشقها جميله في البداية ...

ولكنه إن أطال استنشاقها تطلق رائحة دخان خبيثة هي كذلك آهاتي ...

من يلمسها تظهر له أشواكاً تؤلمه وإن أطال مسكها حتماً سيتناثر دمه من شدة اختراقها...

فلا يستطيع مسكها أو حملها أو لمسها سواي أنا لأنها من نفس تربتي ...

مسكني أنا وهي في قفص صغير جداً وضيق حد الاختناق ...

تلتف حوله أفعى تطلق سمومها

وما ألبث لـ تندمل جراحي

إلا وقد عادت مره أخرى بسموم أشد وأبقى

هي كذلك دنيتي ....


وصيتي .......

حل لخط السير الذي أعيش وأنا أتخبط بين شوارعهِ وطرقاتهِ

إلهي فحقق وصيتي ولتكن أمنيتي ... ولا تمدد في عمري ...

ولتجعلني ممن يركب قافلة الرحيل القريبة ...

""
.
""
.


أهلي ../ أقاربي ../ صديقاتي ../ أحبتي

إن جاءكم خبر وفاتي ...

فلا تحزنوا ,, ولاتيئسوا ،، ولا تعجزوا ،، أو تقنطوا ..

بل عجلوا في دفني " فإكرام الميت دفنه "


اغسلوني بالماء الفاتر ولتجعلوا مغسلة الأموات هي من تغسلني وليس قريب يحزن على فراقي ...

اجعلوها تدقق في ملامح وجهي لترى كيف هي خاتمتي

فإن كانت حسنه فلتبشركم ولتخبركم بها

وإن كانت سيئة فأطلبوا منها أن تستر علي كما سترني الله في حياتي

قولوا لها إن رأت في جثتي جراحاً تنزف فلتدعها ولآتداويها أو تسعفها ولتتركها للتراب الذي سيدثرها

و أخبروهم بأن يحفروا لي حفره كالأخدود عميقة ولتكن بعشرات الأمتار حتى لآيكون هناك أمل بالعودة ...

قولوا لهم أن يضعوني في قبري بسرعة البرق وأن يخففوا من وطأةِ قرع نعالهم عند رحيلهم حتى لآتشتاق نفسي إليهم ...

وبعد الإنتهاء من دفني انصحوهم بأن لايزوروني أو حتى يضعوا علامة فارقة على مسكني..



أقيموا مراسم العزاء لمدة ثلاثةِ أيام لآتزيد مع أطيب الأماني بأن تنقص ..

حتى دموعكم لاتذرفوها إلآ يوماً في الأسبوع إلى أن تنقص المدة وتصبح مرةً كل شهر إلى أن تكون مرةً كل عشر سنوات... مع دعواتكم لي بالرحمةِ والمغفرة في جميع الأيام...

ولآ ترثوني أو حتى تجعلوا أياً من مهملاتي يذكركم بي فقط أمسكوها وأحرقوها مع أمنيتي بأن ترحلوا لمنزل آخر لم تدوسه قدمي ولم تره عيناي ولم يلمحه ناظري...

فإن بكت أمي متحسرة على فراقي فذكروها بجميع مساوئي حتى تكره أن تذرف دموعها على حقيرة مثلي...

وإن قنط أبي فأخبروه إن الله قد أسترد أمانته وإنه عادل يعطي كل ذي حقٍ حقه ...

وإن تسخط أحد من أقربائي فأخبروهم أنني كنت في حياتي من ألأشقياءِ ...

وإن تألموا صديقاتي لفراقي ..فقولوا لهم قد تفرقتم في الدنيا ..وهي الآن أول من يفارقكم في الآخره ...
""
.
""
.





هذهِ وصيتي حتى إذا صيِّرت تحت التراب...

وواراني الثرى وتذكرني الأوفياءِ...

ففي هذا المكان حتماً ستنتهي الأحزان وإن كنتُ من الأشقياء ...

وسيتلذذ الدود بطعم الغذاء ...

وستغسل الأمطار هذه الأراضي الجدباء ...

فعفواً أيتها السعادة

لأنني أعددتكِ من الحروف الضائعة..

والأوهام البعيدة طويلة المسافات والمدى ...

فأنتِ كقلبٌ أصم..

فهل يسمع القلب الأصم ..!!



"
.
"
.



فعذراً لمن أصابته حروفي الكآبة



كل الود أنثره لكم